حتى أوائل القرن العشرين اعتقد المجتمع العلمي الدولي أن الكون أزلي، أي بلا بداية ولا نهاية , لكن في أحد أيام يونيو الجيدة عام 1922 عالم فيزياء روسي موهوب وهو ألكسندر فريدمان نشر مقالا يعد فتحا يرى أن الكون نشأ ونما من مادة أولية . كان لهذا الحدث تأثير قنبلة في الأوساط العلمية في تلك الفترة.
بعد خمس سنوات اقترح القس العالم البلجيكي جورج لوميتر نظريته للذرة الأولية والتي تعرف الآن باسم نظرية الانفجار الكبير وذلك لوصف ولادة وتطور الكون . وهكذا عرفت بداية لنشوء الكون لكن ماذا عن معرفة متى سينتهي !
سرعان ما ظهرت نظرية حقيقية حول هذه المسألة والتي تسمى: الانسحاق الكبير (الانقباض الكبير) وفقا لهذه الفرضية، فإن توسع الكون سينتهي بالتوقف بفعل الجاذبية، مما سيجعل الكون يدخل في مرحلة من الانقباض (الانكماش) تعيده إلى حالته الأولية من التفرد
تقوّض هذا السيناريو في نهاية المطاف عام 1998 عندما أظهرت مبادرات جديدة أن التوسع الكوني وبعيدا عن التباطؤ، سيظل متسارعا في ظل قوة غامضة سماها العلماء في نهاية المطاف بالطاقة المظلمة . لذلك يبدو أن الكون مقدّر له أن يظل في حالة نمو دائما.
في عام 1999 فضّل روبرت كالدويل فرضية التمزق العظيم التي ترى أن الكون سينفجر بسبب الكثافة الهائلة، مثل كرة بالون منفوخة بشكل مفرط ولكن يمكن أيضا أن ينتهي الكون بكل بساطة بعد استنفاد كل طاقته الحرارية.
لو كان هذا الذي سيحدث ستنطفئ النجوم واحدة تلو الأخرى، وستكف الثقوب السوداء عن التهام ماحولها وفي النهاية سيتجمد الكون إلى الأبد.
والحقيقة أنه بفضل علماء فيزياء الفلك وجهودهم في التنقيب خلف أسرار مصير الكون، شيء واحد أصبح اليوم مؤكدا كلما تقدم العلماء في مسعاهم كلما أصبح سبر الغموض ممكنا إلى حد ما .