الأربعاء، 19 ديسمبر 2018

التفوق الوهمي


في عام 1999 عالم نفس إسمه دايفيد دانينق ومعاونه جاستين كروقر إختبروا قدرات مجموعة من الطلاب في عدة مواضيع : القدرة على التفكير المنطقي ، الكتابة النحوية السليمة و إكتشاف النكات المضحكة . كذلك طلبوا من الطلاب أن يقيموا مهاراتهم في تلك المواضيع وهنا لاحظ دانينق و كروقر شيئاً غريباً للغاية . فؤلاءك الناس الذين أحرزوا درجات تحت المتوسط الكلي لم يكونوا غير ماهرين في تلك المواضيع فحسب بل كانوا أيضا يجهلون قلة مهاراتهم .بالإضافة إلى ذلك (وهنا يكمن الدرس) كلما كان الفرد أقل كفاءة كلما " ظن " أنه أعلى كفاءة ! هذه الظاهرة اسمها " التفوق الوهمي " .

التفوق الوهمي هو 'انحياز معرفي' حيث يقيم الفرد مهاراته على أنها فوق المتوسط .

دراسات كثيرة أكدت وجود هذا التاثير في كل شيء ... مهارات استخدام الاسلحة و المناظرات الجامعية أو مهارات طلاب الكليات في المقابلات الشخصية حيت يبدو انه لا يهم اي مهارة نتكلم عنها ، فكلما قلت معرفة الشخص عن شيء ما ، كلما زاد احتمال ان يبالغ في تقدير مدى معرفته .

فلاسفة كثر عبر العصور تعرفوا على هذه الظاهرة مثل " بيرتراند راسل"  الذي كتب : <{إن مشكلة هذا العالم تكمن في أن الأغبياء والمتشددين دائما ما يشعرون بالثقة في أنفسهم ، أما العقلاء فهم يشكون دائما في قدراتهم ! }> .

و إليك شيء غريب آخر فالشخص صاحب الكفاءة الفعلية غالباّ ما يقلل من كفاءته ، الباحثون يرون أن هذا التواضع يأتي من إدراك هؤلاء الناس بمدى قلة معرفتهم بالموضوع وذلك من خلال إدراكهم مدى تعمق وتبحر الموضوع .

الناس تميل إلى تقييم أنفسهم عن طريق ما يسميه دانينق وكروقر " المقاربة من الاعلى والاسفل " فعوضاً عن تقييم الأداء موضوعياً يبدأ الناس التقيم من تصوراتهم المسبقة لمهاراتهم ، مثلا " انا قائد ماهر " او " أنا مضحك للغاية " ثم يستخدمون هذه الظنون لتقييم أدائهم لاحقاً .