بعض الناس يقولون إذا اكتشفت نظرية كل شيء هل يمكن ان نعتبرها الإنجاز الأكبر في العلم الحديث ، والبعض بدأ يسأل ما الذي سوف تقدمه للعالم ؟ ، هل سيكون لدينا العجائب التقنية والتكنولوجية ؟ هل يمكننا الحصول على أفضل تلفزيون ملون ، وعلى أفضل كابل أستقبال وعلى أفضل اتصال إنترنت ؟
الاجابة بإختصار هي : لا
هذه النظرية لن تؤثر على حياتك او حياة أي شخص بشكل مباشر ، ولكن أنظر الى الامر بهذه الطريقة ، هذه النظرية ( نظرية كل شيء ) هي نظرية تخص جوهر الكون بالإضافة إلى الفضاء والزمان الكوني ، وسوف تحاول الإجابة على بعض من أعمق الأسئلة الدينية والفلسفية والتي طرحت على مر العصور .
ماذا حدث قبل نشأة الكون ...( اللحظات الاولى .. النشأة الاولى) ؟
ماذا حدث لمفهوم الزمن والتعامل معه على أنه بعد من الأبعاد ؟
ماذا حدث لمفهوم الفضاء الكوني ومركز الثقوب السوداء ؟
ما يحدث لو تم المزج بين الزمان والمكان في إطار واحد بحيث لا يتم الفصل بينهما ؟
هذه الأسئلة في جوهرها هي أبعد من نظريات اينشتاين ، حيت تتوقف معادلات آينشتاين في لحظة الإنفجار الكبير وتصبح غير مجدية ، وكذلك في التقب الاسود .
ماذا يوجد على الجانب الاخر من التقوب السوداء ...؟
ماذا كان يوجد قبل لحظة الانفجار الكبير قبل نشوء الكون ؟
معادلات اينشتاين ستكون غير مجدية لانها ببساطة سوف تنتهي عند تلك النقطة بالتحديد
وهنا يأتي دور نظرية كل شيء ... ( نظرية الأوتار ) ستأخذك الى ابعد من لحظة الانفجار الكبير ، وتنص بأن هناك أكوان متوازية وعوالم متعددة وهذه العوالم ستكون على شكل فقاعات تتوسع ونحن عالقون على سطح أحد هذه الفقاعات ويوجد هناك فقاعات أخرى تسبح ضمن البعد الحادي عشر في الفضاء الفائق ، وقد تكون هذه الفقاعات (العوالم ) مرتبطة مع بعضها عن طريق بوابات تسمى (التقوب الدودية ) و الفزيائين يأخدون هذا المجال على محمل الجد في الفزياء للإنتقال بين الاكوان ،قد تكون أو لا تكون مستقرة نحن غير متأكدين لكنها بالتأكيد جزء من "نظرية كل شيء "
لنفكر في تاريخ البشرية كما يراه علماء الفزياء من ناحية القوى التي تحكم الكون ، عندما اكتشف اسحاق نيوتن القوى الاولى ( الجاذبية ) تطرق الى الحركة الميكانيكية وهذه الحركة الميكانيكية صنعت المستحيل في ثورة الصناعية . المحركات البخارية والقاطرات ، المصانع وناطحات السحاب ...
وكل هذا كان فقط بسبب اكتشاف القوى الاولى ( الجاذبية ) .
اما القوة التانية هي : القوة الكهروميغناطيسية وهذه القوى أطلقت العنان للثورة الكهربائية التي انارت المدن مساءا وكذلك شبكة الانترنت ، أشعة ليزر ... وجميع المعجزات الاكترونية التي نراها اليوم كانت بسبب اكتشاف هذه القوة التانية ( الكهرومغناطيسية )
عندما اكتشف الفزيائيين هذه القوى والتي كانت السبب الحقيقي وراء امتلاكنا الكهرباء وثورة الحواسيب اطلقت العنان في البحث عن باقي القوى الاخرى والتي كانت القوى النووية الضعيفة والقوية والتي عمل بها القرن الماضي وأعتطنا القوة النووية وكشف اسرار النجوم والطاقة التي تسيطر على حركة الكون . لذلك في كل مرة يكتشف بها الفزيائيون تلك القوى فإن تاريخ البشرية يتغير ، واليوم يعمل الفزيائيون على "نظرية كل شيء" فما الذي سوف تقدمه لنا في نهاية المطاف على المدى القصير ... الاجابة هي لا شيء
ولكن على المدى الطويل قد تسمح لنا بأن نصبح سادة الفضاء والزمن .