هل يمكن أن نتوقف عن التفكير؟

كثيرا ما نجد أنفسنا في حلقة لا نهاية لها من الأفكار.

(الصورة: © Shutterstock)

  ياسمين مضحكة للغاية ... أوه ، أنا بحاجة لأخد السيارة إلى المغسلة غدًا ... هل أغلقت الموقد ... لماذا يتكلم هذا الشخص بصوت مرتفع للغاية ... إصبع قدمي غريب ... أشعر أنني أعرف هذا الشخص ...  الجو حار اليوم... ، دو-دو-دو-دو-دو.

كثيرا ما نجد أنفسنا في حلقة من الأفكار لا نهاية لها. وفي كثير من الأحيان ، نحاول إيقاف تدفق تلك الأفكار عن طريق إخبار أنفسنا بالتوقف عن التفكير. ولكن هل يمكننا أن نتوقف عن التفكير حقًا؟ 

قال Michael Halassa ، أستاذ مساعد في قسم علوم المخ وعلوم الإدراك في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) ، إن الأمر يعتمد على كيفية تعريفك "للتفكير". وقال إن الفكر ، الذي هو نتيجة التفاعلات الكيميائي بين خلايا المخ ، يمكن أن يحدث سواء على المستوى الوعي أو اللاواعي.

نوع التفكير الذي ندركه ، مثل الأفكار التي لا نهاية لها والتي تظهر عندما نحاول النوم ، يمكن إسكاته نظريًا. وقال Michael Halassa من المحتمل أن التأمل هو طريقة لإيقاف أفكارنا.

ولكن على الرغم من أن هذا هو ما يسعى المتأملون إلى فعله  - فليس من الواضح حجم حالة الفراغ التي يمكنهم تحقيقها بالفعل. قالت " جوليا كام - Julia Kam " ، عالمة إدراك ( علوم الإدراك او العلوم الاستعرافية  - cognitive science وتعرف عادة على أنها الدراسة العلمية للعقل أو الذكاء ) في " معمل Knight " بجامعة كاليفورنيا ، بيركيلي : "لا أدري ما إذا كان [توقف التفكير تمامًا] ممكنًا من الناحية النظرية وإذا كان الأمر كذلك ، أعتقد أنه سيكون من الصعب للغاية اختباره". 

قالت جوليا كام أيضا، لكن من الواضح أن "المتأملين هم أكثر تنظيماً في ماهية أفكارهم". "لذلك ، عندما يُفترض أن يركزوا على شيء ما و عقولهم تسرح بعيدًا ، فإنهم أفضل بكثير في تحويل ذلك الاهتمام والتركيز ."

قالت إن هناك فرقًا بين أن تكون تفكر ، وأن تدرك أنك تفكر. لذلك إذا سألت أحدهم عما يفكر فيه ورد بـ "لا شيء" ، فهم لم يتمكنوا من إدراك أن لديهم أفكارًا ، كما قالت كام . على سبيل المثال ، يمكن أن تفكر بعمق في علاقة أو اختبار قادم ، ولن تكون مدركًا لها إلا عندما يقرعك أحدهم على كتفك ويخرجك منها.

 الدماغ لا يتوقف في الواقع عن "التفكير". معظم الأفكار تحدث فعليًا في اللاوعي دون أن نكون على دراية بها ، و "ليست هناك طريقة لإيقاف هذه الأشياء".

وفقًا لما قاله Michael Halassa إذا رأيت وجهًا مألوفًا في وسط حشد من الناس وربما أنت تعرفه، فقد لا تتمكن من التوصل الى انك تعرفه على الفور. ولكن ربما بعد ساعات ، سوف تتذكر فجأة. وقال إن هذا نتيجة "تفكير" عقلك اللاواعي .

أضاف : حتى اتخاذ القرارات يحدث في الغالب دون وعي. على سبيل المثال ، ينتج عن "التفكير" في الخلفية ما نسميه " الشعور الغريزي " ، كما قال Michael Halassa. "في كثير من الأحيان ، تعمل أدمغتنا على معالجة الكثير من الأرقام وتبصق شعورًا غريزي الذي في النهاية نتبعه ". ليس لدينا دائمًا إمكانية الوصول الواعي إلى عملية صنع القرار في عقولنا وفي بعض الأحيان نقوم بإنشاء قصة لشرح قرارنا - قد يكون دقيقًا ، وأحيانًا لا يكون كذلك .

توافق كام على أن الطريقة التي تحدد بها "التفكير" تغير الإجابة على السؤال. وقالت كام "إذا كنت تقصد بالتفكير ، كـ إجراء حوار داخلي مع أنفسنا ، إذن ، نعم ، يمكننا التوقف عن إجراء هذا الحوار الداخلي". ولكن إذا كان التفكير لا يعني تركيز الانتباه على أي شيء على وجه الخصوص ، "أعتقد أن ذلك سيكون أكثر صعوبة للشخص العادي". 

حتى عند الجلوس هنا و قراءة هذا ، التفكير حول التفكير يرسل رسائل عبر سلسلة من الخلايا العصبية في الدماغ. لذلك إذا نجحنا بطريقة ما في منع أنفسنا من "التفكير" بوعي ، أو تحقيق "حالة ذهنية فارغة" من خلال التأمل ، فلن يقوم الدماغ بتوقيف الاشارات. ستستمر  الأفكار بالتواجد والتي لن نكون على دراية بها.

المصدر : Live Science